Friday, July 29, 2016

المسلات المصرية


المسلات التاريخية من الآثار التى خلفها المصرى القديم وأشهرها الأهرامات والمسلات والمعابد والمقابر.
والمسلات فن معماري رائع وجميل حيث كان يغطى طرف المسلة بمعدن براق ثمين كالذهب أو الفضة
حتى يعكس ضوء الشمس لمسافات بعيدة، ولكن هذه المعادن تعرضت للنهب منذ زمن بعيد ولم يبق
سوى الأعمدة المصنوعة من الحجارة، وكان جلب الحجارة الخاصة بها من محاجر بمدينة أسوان، وكانت
بعض المسلات تحمل الكثير من النقوش والرسومات الهيروغليفية، وهي اللغة المصرية القديمة، وقد خلّدت هذه الكتابات الحضارة المصرية ونقلت ملامحها عاصمة مصر وقد أقيمت منذ أكثر من 4 آلاف عام،
وأطول مسلة موجودة في أسوان ويبلغ طولها 42 متراً.
ولعل أشهر تلك المسلات المصرية القديمة هي التي كانت قائمة في معبد الكرنك الأثري والتي أقامها الملك تحتمس الأول وكان عددها 13 مسلة ولم يبق منها الآن إلا ثلاثة.
أما أشهر مسلتين فهما مسلتان توأمان وقد أطلق عليهما اسم (إبرة كليوباترة) وهي ملكة مصرية قديمة وقد شيدتا منذ أكثر من 3500 عام وتوجد إحداهما في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية
بينما توجد الأخرى بالقرب من نهر التايمز بإنجلترا وقد أهداهما نائب البلدة بمصر عام 1819 إلى بريطانيا
كلمة المسلة تعنى فى اللغة العربية الإبرة شيدها الفراعنة للإشارة الى إصبع العقيدة الذى يشير الى عرش الإله فى السماء وذلك تعبيراً عن وحدانية الخلق.
والمسلة رمز عند المصريين القدماء، يعبر شكلها عن هرم (بن بن) ذى الأضلاع الأربعة التى تمثل أركان الدنيا الأربعة، وتتجة بشكلها الهرمى نحو السماء مكونة قمة المسلة،
أما جسم المسلة فهو القائم الذى يحملة فى عنان السماء ليربط بينها وبين الأرض كرمز للإيمان.
وقد أطلق المصريون القدماء اسم (تخن) على المسلة ومعناه "إصبع الشعاع المضئ"
وأطلق عليها مؤرخو الاغريق اسم ( Obelisk ) اى الوتر او الإبرة، وهو الاسم الذى اشتهرت به فى الغرب
وترجمه العرب الى (مسلة)،
وقيل : كلمة مسلة مشتقة من اللغة الإغريقية وتعني خنجر أو سيخ للشوى ، لأن المسلات أعمدة ضخمة تكون قاعدتها كبيرة ثم تضيق باتجاه الأعلى حتى تنتهي بحافة مدببة لذلك تبدو كالخناجر.
و اختفتمعظم المسلات المصرية لترتفع فى عواصم وحواضر العالم المتقدم، لندن، باريس، روما، القسطنطينية
ونيويورك. إن تلك المسلات التى وقفت صامدة تقاوم الزمن آلاف السنين تعبر عن عظمة لم يبق منها على أرض مصر سوى خمس مسلات، سقطت اثنتان منها وتركت مهملة فوق الأرض تنتظر من يسرقها والثلاث الأخريات معرضة للسقوط  والانهيار! يقول هيرمان فى كتابه عن سرقة الاثار: "إذا أردت ان تشاهد عظمة مصر فانظر الى مسلاتها التى تعبر عن الخلود، خلود الحضارة فى اسمى معانيها، واذا أردت ان تشاهد تلك المسلات فاذهب الى اى عاصمة من عواصم العالم المتحضر، فستجد واحدة او اكثر تتصدر أعظم ميادينها فى ما عدا مصر صانعة الحضارة" .

يقول د: سيد جميل خبير الأمم المتحدة ان هجرة المسلات المصرية الى خارج مصر بدأت عام 675 ق.م عندما قام آشور بانيبال بعد احتلاله أرض مصر بنقل مسلتين من مسلات آون (عين شمس) ذكر ان احداهما كانت تحمل اسم رمسيس الثانى والثانية تحمل اسم سيتى الاول لاقامتهما فى مدينة نينوى عاصمة مملكته الجديدة التى أسسها (سبنجريب الآشورى) بعد استيلائه على بلاد الرافدين وإغراقها وتخريبها.
أقام آشور بانيبال المسلتين فى الميدان الكبير المواجة لقصره العظيم الذى يتوسط عاصمة مملكته، والمسلتان يبلغ ارتفاع كل منهما 50 قدماً صنعت من كتلة واحدة من الجرانيت الوردى، وكانت تكسو قمة كل منها الواح من معدن الالكترون البراق.
-------------
بعدها كان دور أباطرة الرومان الذين اهتموا بنقل المسلات المصرية الى روما عاصمة الامبراطورية ابتداء من عصر البطالسة.
ولعل أقدم مسلة فرعونية نقلت الى القارة الأوروبية تلك التى حملها الامبراطور (أغسطس) عند عودته من مصر التى قام بزيارتها عام 55 ق.م
لتتوسط مدينة روما بعد قيامة بتجديدها وإعادة تخطيطها، ولقد نقش على قاعدتها بعض العبارات باللغة اللاتينية تبركاً بالمعبودة المصرية (ايزيس) التى أطلق عليها الرومان اسم (سيدة العالم).
كما قام الامبراطور (كاليجولا) بنقل إحدى مسلات تحتمس الثالث من عين شمس، وأقامها فى ميدان القديس بطرس.
وفى عام 80م اثناء زيارته لمصر نقل الامبراطور (دوماتيان) إحدى مسلات رمسيس الثانى التى كانت موجودة فى معبد تانيس لوضعها فى بهو معبد إيزيس الذى أقيم تقديساً لسيدة العالم المصرية على شاطىء نهر التيبر فى روما.
وفى عام 130 م نقل الامبراطور (هادريان) مسلة من هليوبوليس الى روما عندما أصبح امبراطوراً على الاسكندرية.
وفى عام 330م نقل قسطنطين الأكبر عاهل الدولة الرومانية أكبر مسلة مصرية وجدها فى عين شمس وهى
تعد أكبر من أى مسلة نقلها أباطرة الرومان من مصر. وجرى نقلها من هليوبوليس الى الاسكندرية تمهيداً لارسالها الى بيزنطة لتجميل عاصمة ملكه الجديدة، لكن محاولة نقل المسلة الضخمة الى بيزنطة واجهت عدة صعوبات فبقيت فى مكانها على شاطىء الاسكندرية 27 عاماً حتى قام ابنه قسطنطينيوس عام 357م بنقلها الى روما حيث أعطى أوامره باقامتها فى ميدان مكسيموس.
ويحدثنا المؤرخون أن لعنة قد صحبتها من وقت نقلها من هليوبوليس فلم يتمتع الامبراطور قسطنطين برؤيتها تزين عاصمة ملكه، وتبعت اللعنة ابنه، فبعد المجهود الشاق الذى لاقاه فى نقل المسلة من الاسكندرية حتى وصلت الى روما وأرادوا الاحتفال بإقامتها فإذا بها تتصدع فجأة عند محاولة رفعها. وشاء القدر أن يموت قسطنطينيوس فى نفس السنة، فتركت المسلة فى مكانها ولم يجرؤ أحد على محاولة ترميمها أو نقلها من مرقدها، وفى عام 1587م أى بعد مرور 1230عام كشف عنها ووجدت محطمة الى ثلاث قطع فقام رومينكو فونتانا بأمر من الباب (سكوتش الخامس) بترميمها واصلاحها واقامتها أمام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران كما أمر برفع الصليب على قمتها كرمز على انتصار المسيحية على الوثنية.
وتعتبر مسلة اللاتيران أكبر مسلة فرعونية نقلت خارج مصر حيث يبلغ ارتفاعها 105 اقدام ووزنها 455 طناً، وهى أخر المسلات التى اقامها تحتمس الثالث ومات قبل أن يتمها، فقام باكمالها ونصبها حفيده تحتمس الرابع، أما مسلة القسطنطينية أو مسلة اسطنبول الحالية فليس لها علاقة بالمسلة التى نقلها قسطنطينيوس وجاء ذكرها فى المقال، إلا أنها ايضاً إحدى مسلات تحتمس الثالث نقلها الامبراطور تيودورس من طيبة عام 510م،
وهى فى الواقع تمثل الجزء الأعلى فقط من مسلة مماثلة أصلاً فى الطول لمسلة اللاتيران ويبلغ ارتفاع الجزء المتبقى منها حالياً 85 قدماً.

ويؤكد المؤرخون أن مسلة روما هى آخر المسلات التى أقامها سيتى الأول عام 1290 ق.م ومات قبل أن ينقشها، وقد أكمل نقشها ابنه الملك رمسيس الثانى، وقد نقلت الى روما فى أواخر عصر الحكم الرومانى وهى تقف الآن فى ميدان الشعب (بياتزادل بوبولو) وسط روما، وتعتبر من أشهر وأجمل مسلاتها، وهى ثانى مسلة فى روما تحمل اسم ملكين بعد مسلة اللاتيران.

ثم بدات هجرة المسلات الثانية من مصر الى عواصم الدول الأوربية والأمريكية فى بداية القرن التاسع عشر عندما جاءت الى أرض وادى النيل  شخصيات أوربية جمعت خليطاً من علماء الآثار ومحترفى الحفريات وتجار الآثار وأعضاء من عصابات التهريب العالمية يتخفى معظمهم تحت اسماء مختلف الخبرات وتتستر عليهم الحكومات الغربية والمنظمات التى يعملون لحسابها.

وبذلك كانت أول المسلات التى اختفت من أرض مصر مسلة جزيرة (فيلة) المشهورة التى هربها (بلزونى) بمغامرة خيالية، حيث قام بسحبها من المعبد على (حزافيل) خشبية صنعها من جزوع النخيل حتى وصلت الى شاطىء الجزيرة، حيث أخفيت لعدة ايام بين عيدان الغاب لحين وصول سفينة خاصة أعدت لتهريبها، فنقلت اليها فى ظلام الليل لتبحر بها فى مجرى النيل متجهة الى رشيد، ومن هناك حملتها سفينة يقال إنها تتبع الأسطول
البريطانى. ووصلت المسلة الى شواطىء انجلترا عام 1920م لتقام فى ساحة قصر (لنجزتون) فى دورست، وهو المكان الذى اختاره لها دوق ولنجتون الذى قيل إنه كانت له يد فى تهريبها.

وقام بلزونى بمغامرة أخرى أكثر إثارة، عندما قام بنقل أحد التماثيل الضخمة لرمسيس الثانى من معبد الرامسيوم ونقله الى لندن حيث تصدر القاعة الكبرى بالمتحف البريطانى.
--------------------------
مسلة لندن

مسلة لندن هى واحدة من مسلتين اقامهما تحتمس الثالث أمام معبد عين شمس،
ولقد قام المهندس الإغريقى بنيوس بنقلهما بناء على امر من كليوباترا لتزين بهما مدخل معبد ايزيس بالاسكندرية، ولقد سقطت إحدى هاتين المسلتين من فوق قاعدتها، تلك هى المسلة التى نقلت الى لندن بعد ذلك.
هذه المسلات قيل ان محمد على باشا قدمها هدية الى (الامة الانجليزية) عام 1831م، هذه المسلة أدعى الانجليز بأنها قد أهديت اليهم عدة مرات من قبل ولكنهم لم يتمكنوا من نقلها، وقد بقيت بعد الأهداءالأخير ملقاه على الأرض لصعوبة نقلها حتى جاء عام 1788م وهو العام الذى نقلت فيه على يد السير ولسون الذى أمر بصناعة سفينة خاصة لنقلها وهى على شكل غلاف أو ماسورة توضع المسلة بداخلها، وأطلق عليها اسم كليوباترا قامت بجرها باخرة ضخمة اسمها (أولجا) وهكذا غادرت (اولجا) ميناء الإسكندرية تجر وراءها كليوباترا فى عام 1877م.

وبعد خروج الركب الى عرض المحيط صادفته عاصفة اصطدمت بسببها الباخرة (أولجا) بصخور الشاطىء وفقدت عدداً من رجالها بعدما أوشكت على الغرق، أما الباخرة كليوباترا فقد انفصلت عن (أولجا) وجرفتها الأمواج، وتصادفت مرور باخرة بالقرب منها اسمها (فيتزموريس) أسرعت بانقاذها وأوصلتها سليمة الى الشاطىء البريطانى. وكان ذلك الحدث حديث الصحافة العالمية التى نسبته الى لعنة الفراعنة، كما نسبت نجاة كليوباترا الى العين الحارسة (عين حورس) المنقوشة على المسلة، واخيراً تمت اقامة المسلة على شاطىء نهر التيمز بعد أن اعد لها المهندسون برجين عملاقين من الحديد والأخشاب بحيث يمكن رفعهما الياً حسب الطلب يرتكز عليهما طرفا المسلة ويحملها من الوسط برج معدنى على محور متحرك يمكن بواسطته رفعها الى الوضع الرأسى، ولم تخل تلك العملية من الأخطار، فقد اختل توازن المسلة عند رفعها مما أدى الى قطع الحبال التى تربطها، وسقطت من فوق البرج الذى تصدع وأصيب بعض العمال، ولكن  المسلة نجت بأعجوبة ولم يصبها اى خدش أو ضرر، ذلك زاد من اعتقاد الناس بلعنة الفراعنة التى اصابت البرج والعمال والعين الحارسة التى انقذت
المسلة وحمتها. وقد استغرق نقل المسلة واقامتها مكانها اثنى عشر شهراً واحتفل بتدشينها فى يوم 15 سبتمبر عام 1878م.
واشتهرت مسلة لندن باسم (ابرة كليوباترا) وهو الاسم الذى اطلقة عليها الانجليز اعتقاداً منهم بأن كليوباترا قد صنعت مسلة الاسكندرية لتزين بها معبد (ايزيس) ولم تسطو عليها من بين مسلات تحتمس وسيتى ورمسيس بمعبد هليوبوليس، ولم يكتشف ذلك الا بعد فك رموز اللغة الهيروغليفية وقراءة اسماء اصحاب المسلات على واجهتها.

مسلة باريس

هذه المسلة شيدها رمسيس الثانى أمام معبد الأقصر 1280 ق.م، وقام بنقلها المهندس الفرنسى ليباس عام 1836م، وقد تم إنزال المسلة التى يبلغ وزنها 230 طناً من المعبد الى شاطىء النيل على الجانبين بعد أن تم دك الطريق وتغطيته بالشحم لتسهيل سير الزحافة التى يشبه شكلها الزحافات التى استعملها الفراعنة ووجدت مصورة فى مقابرهم، وتم نقلها فى النيل بنفس أسلوب الفراعنة حتى مدينة الاسكندرية، وكانت فى انتظار المسلة سفينة ضخمه اسمها (دورماير) تسند جانبيها مجموعة من العوامات نقلتها من الاسكندرية الى الشاطىء الفرنسى، وفى فرنسا استعملت الزحافة الفرنسية لنقل المسلة الى مكانها الحالى بميدان الكونكورد فى العاصمة الفرنسية باريس. وحتى يتمكن المهندس ليباس من اقامة المسلة وسط الميدان اضطر الى اقامة قنطرة صاعدة تصل الى مستوى القاعدة الى تم بناؤها وسط الميدان واستعملت رافعة صممت خصيصاً لاقامتها بواسطة شدها من قمتها وتثبيت وسطها لتدور حول محور أفقى حتى تصبح فى وضع عمودى فوق القاعدة.

وقد تم الاحتفال بتدشين المسلة الفرعونية يوم 25 اكتوبر 1836م فى احتفال كبير ترأسه ملك فرنسا وشاهده مائتا الف شخص.
ولقد نقلت باريس ثلاث مسلات أخرى قبل مسلة الكونكورد، واحدة منها تتوسط ميدان (الفونتايلو) والثانية فى (فنسان) والثالثة فى (آرل) وذلك اثناء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، وتقل جميعها من ناحية الحجم والقيمة التاريخية عن مسلة رمسيس الثانى، فقد نقلت خارج البلاد من مسلات رمسيس الثانى وحده خلاف مسلة باريس اربع مسلات أخرى، واحدة منها فى روما وواحدة فى فلورنسا.

تفاصيل عن المسلات الموجودة في إيطاليا المعاصرة :
==============================
من الغريب ان الشعوب المهزومة تغزو بمعتقداتها وعلومها وثقافتها، الشعوب التي هزمتها وغزتها وتغير كيانها وحياتها، هذا ما حدث بعد ان غزا الرومان مصر، فقد غزت الديانة المصرية «الاسكندرية» الامبراطورية الرومانية، حتى أقيم معبدان كبيران للمعبودين بالاسكندرية ( ايزيس) و (سيرابيس) في منطقتي كامبو مازريو واسكويلينيو بروما، وحلق الامبراطور «كومودو» رأسه تشبهاً بالفراعنة الذي كان يحمل بنفسه تمثال «اوزويس» في المواكب الدينية الرسمية. كما اغدق السندرو سيفيرو الهدايا على كهنة ايزيس و سيرابيس المصريين حتى كاد يفلس الدولة، وغضب «تيبريو» عليها فأمر بهدم معبدي ايزيس والقاء تمثالها في نهر تيفري الذي يخترق مدينة روما، ونقل معبد سيرابيس الى حديقة فيلته في ضاحية تيفولي.
بينما أقام الامبراطور ادريانو في حديثة فيلته بنفس الضاحية نماذج لاهم الاعمال المعمارية في العالم ومنها معبد «سيرابيوم» بمدينة منف المصرية، وقناة ملاحة المهندس المصري «كانابو» «ابو قير»، ودفن شيستيو في هرم مازال بوسط روما حتى يومنا هذا.

تعتبر روما عاصمة للمسلات المصرية المسروقة او المسلوبة، وبها اكبر عدد من المسلات المصرية في العالم،
وبها ايضا اكبر واصغر المسلات المصرية المعروفة حجما واقدمها واحدثها سنا،
كما بها اكبر عدد من المسلات الفرعونية المزيفة باتقان شديد، بما عليها من كتابات هيروغليفية وخراطيش ملكية.
كما توجد في مدينة روما 16 مسلة مصرية ثمان منها اصلية وثمان مقلدة بخلاف مسلة موسوليني امام وزارة الخارجية الايطالية. وتوجد أربع مسلات فرعونية اخرى في ايطاليا، اثنتان في مدينة فلورنسا والثالثة في مدينة فللتري قرب روما والرابعة في مدينة بنفنتو قرب نابولي، وكذلك توجد اربع مسلات مصرية في فرنسا ومسلتان في تركيا، وواحدة في لندن واخرى في نيويورك اما المسلات في مصر الفرعونية فتعد على الاصابع.

كيفية وصول هذه المسلات الى روما:-
ففي سنة 30 ق.م هزم «اوتافيانو اوجوستو» الاسطول المصري بقيادة ماركو انطونيو واحتل الاسكندرية عاصمة البطالمة، واصبحت مصر مقاطعة خاضعة له حتى اعلنت الامبراطورية الرومانية تحت قيادته فانتقلت مصر لتبعيتها، وشملت الغنائم والاسلاب التي عاد بها الامبراطور اوجوستو الى روما اول مسلات اخرجت من مصر، اربع نقلت على مدى سنين عدة،
وكانت آخر مسلة مصرية نقلت الى روما في نفس الوقت اكبر واقدم المسلات المصرية وكان الامبراطور قسطنطين «324 - 337» قد نقلها من معبد امون بطيبة الى الاسكندرية، واكمل نقلها الى روما ابنه «كوستانزو الثاني»، الذي حكم مصر والاقاليم الآسيوية التابعة للامبراطورية الرومانية من «357 - 361».

• المسلات المصرية نقلت لروما رمزاً لانتصار الرومان علي مصر بعد هزيمة الأسطول المصري وسيادة النفوذ الروماني اللذين تلاهما نقل المسلات بعدها استعملت كشعارات دينية او كمزاول شمسية، ثم سقطت المسلات بفعل الزمن، وبسقوط الامبراطورية الرومانية مع ماحطم وانهار من مبانيها، وعثر عليها ،واعيد بناؤها واقامتها في القرنين 16 و17م رمزا لعظمة روما البابوية. بعد ذلك اقيمت للزينة  و اضيف الصليب الى قمتها، واصبحت قمم المسلات تعلو باقي مباني المدينة المنخفضة وتحدد موقع جميع الميادين والتقاطعات الاخرى المهمة في المدينة، وكان ذلك في القرن السابع عشر الميلادي.  وينسب تخطيط روما المعماري الحديث بعد اقامة المسلات المصرية في التقاطعات والميادين الى البابا سيستو الخامس ومهندسه المعماري «دومنيكو فونتانا»، فقد اقام البابا احدى المسلات امام منزله خلف كنيسة القديسة مريم الكبرى بدلا من وضعها في الميدان الواسع امام الكنيسة، وانه من الغريب ان تنسب كل هذه الاعمال والمنشآت المدنية والمعمارية في روما لهذا البابا الذي بقي بالسلطة مدة خمس سنوات فقط 1585-1590 وهي لا تكفي لكل هذه الاعمال.

مسلات مزيفة
كما أن هناك عددا من اكثر مسلات روما شهرة مزيفة وغير اصلية ومنها على سبيل المثال المسلة التي تظهر بين برجي كنيسة ترينيتادي مونتي باعلى سلالم ميدان اسبانيا الشهيرة والمسلة التي تعلو النافورة الوسطى بميدان نافونا اجمل ميادين روما، وهي نافورة الانهار الاربعة «واحداها لنهر النيل» اهم اعمال مثال عصر النهضة برنيني.

المسلات الأصلية
أما المسلات الاصلية التي توجد الآن في مدينة روما فهي :

مسلة لاتيرانيسي
بناها تحتمس الثالث وتحتمس الرابع ،و يبلغ ارتفاعها 32.18 متر ،
وفي عام 357م اخذها (قسطانطيوس الثاني ) من معبد امون في الكرنك واحضرها ليزين بها ساحة مكسيموس ،،
بمرور الزمن تحطمت الي 3 أجزاء منفصلة
وفي عام 1587م عثروا عليها واستعيد قوامها بطول اقصر باربعة امتار عما كانت في الأصل عليه بأمر من (البابا سيكستوس الخامس) ووضعت في (ساحة سان جيوفاني) قرب قصر لاتيران.

مسلة الفاتيكان
بناها «امنحوتب الثاني» متواجدة في ساحة القديس بطرس يبلغ ارتفاعها 25.5 مترا مدعومة باسود برونزية وصليب في اعلاها كانت قائمة في مدينة هليوبليس عاصمة دولة مصر السفلى، ونقلت الى روما بأمر الامبراطور الروماني كاليجولا عام 37م لتوضع في «سبينا»
ولكنها نقلت فيما بعد إلي ساحة الفاتيكان بامر البابا (سيكستوس الخامس) وهي المسلة الوحيدة في روما التي لم تسقط في الحقبة الرومانية وما تلاها
ويعتقد ان المسلة في العصر الروماني كان بها كرة ذهبية على قمتها تحوي رماد يوليوس قيصر كتقديس لمكانته، وقد ازال المعماري الايطالي (دومينغو فانتانا )بعد اعادة وضع المسلة في مكانها الحالي بطلب من البابا سيكستوس الخامس ، والكرة موضوعة حاليا في متحف روما.

مسلة فلامينيو
بناها سيتي الاول رمسيس الثاني يبلغ ارتفاعها 24 مترا متواجدة في ( ساحة بوبولو)
احضرت من هليوبليس الى روما بواسطة اغسطس قيصر في عام 10 قبل الميلاد. ووضعت في ساحة مكسيموس
وبمرور الوقت سقطت وانكسرت إلي قطعتين
ثم عثر عليها في نفس الوقت الذي عثر فيه على المسلة الموضوعة في لايترانينيس، وكانت مكسورة إلي قطعتين واعيد تركيبها بواسطة البابا سيكستوس الخامس في 1589م،
وفي سنة 1818م أضيف لهذه المسلة نحت يسمي ( نحت الاسود) في القاعدة

مسلة سولاري
بناها «بسامتيك الاول» ويبلغ ارتفاعها 21.79 مترا ، ومكانها الاصلي هو هليوبليس
وفي سنة 10 قبل الميلاد احضرت من مصر بواسطة اغسطس
تم العثور عليها في القرن 16م، واصلحت بأمر من ( البابا /بيوس السادس ) ووضعت بساحة مقر (بلاتزيو مونتيتشيتوريو) في روما عام 1792م».

مسلة ماتشوتبو
بناها رمسيس الثاني ويبلغ ارتفاعها 6.34 متراً
توجد في ( ساحة روتوندا ) وهي من الاصل واحدة من مسلتين متشابهتين كانتا في معبد رع في هليوبليس، و أحضرتا الى روما
نقلت الى (معبد ايزيس) )قرب ( سانتاماريا سوبرا مينزفا ) في ايطاليا الحالية
وفي عام 1711م نقلها البابا كليمنت التاسع خلف معبد بانثيون ) في روما .

مسلة مينيرفيو
بناها الفرعون (ابريس) ويبلغ ارتفاعها 5.47 أمتار، توجد في (سانتا ماريا سوبرا مينرفا).
في الاصل هي واحدة من مسلتين متشابهتين مكانهما الاصلي هو مدينة زاو التاريخية (أو سييس حسب نطق آخر) على الضفة الغربية لنهر النيل
احضرها الامبراطور (ديوكلتيانوس ) الى روما لتوضع بالقرب من (معبد ايزيس) في روما
واعيد نصبها عام 1667م، بواسطة البابا (الكسندر) على قاعدة بشكل فيل خلف معبد بانثيون في روما
اماالمسلة الأخري فتوجد في ( مدينة اوربينو) بوسط ايطاليا.

مسلة دوجالي
بناها رمسيس الثاني يبلغ ارتفاعها 6.34 أمتار وموجودة حاليا في (حمامات ديكولتيان) وهي في الاصل واحدة من مسلتين متشابهتين في هليوبوليس :
1- هذه المسلة وقد نقلت الى معبد ايزيس في روما، وعثر عليها سنة 1883م قرب (سانتا ماريا سوبرا مينرفا ) ،وهي الان موضوعة كنصب تكريمي ل (معركة دوجالي ) في الحبشة.
2- المسلة الاخرى موجودة الان في (حديقة بوبولي) في فلورنسا

مسلة ماتيانو
بناها رمسيس الثاني
ويبلغ ارتفاعها 12.23 مترا، وموجودة حاليا في فيلا كليمونتانا في روما، وتعتبر المسلة الاخرى من المسلتين اللتين كانتا ذات يوم بمعبد «رع» في هليوبوليس .
منقول بتصريف

No comments:

Post a Comment